العذراء مريم من هى ؟

من هي ؟

هي بخور صاعدة يفوح اريج زهورها بالتواضع والطهارة .. هي الملكة المنتقاة من الله ..

وهي الأم المختارة للفادي يسوع تربت في الهيكل ، وعاشت حياة الصلاة والخدمة ..

اسم والدها يواقيم وزوجته حنه ، كانا شيخين عاقرين صليا لله ان يرزقهما بمولود فاعطاهما مريم ..

فنذرت مريم لخدمة الرب عندما كان عمرها 3 سنوات و صارت تخدم في الهيكل و نمت جسميا

و عقليا و نفسيا في هذا العمق الروحي ..

كان والدها من نسل داؤد .. و في الثامنة من عمرها اصبحت يتيمة الأبوين ، و ظلت في الهيكل

خادمة للكهنة و للفقراء ، وكان زكريا الكاهن من ضمن هؤلاء الكهنة ، الى ان بلغت الأثني عشر عاما

فخطبت ليوسف النجار وهو ايضا من نسل داؤد .

كانت منذ البدء في فكر الله وتدبيره .. عندما حان وقت خروجها من الهيكل وحسب التقاليد

كان لها ان تعيش في كنف رجل ولذلك خطبت ليوسف النجار ، كانت تعيش حياة التسليم والهدوء

ولا تعترض و لا تقاوم او تحتج ..

لما اراد الله ان تكون اما بحلول الروح القدس لم تجادل ، بل اجابت للملاك الذي بشرها

عباراتها الخالدة : ( هوذا انا امة الرب ليكن لي كقولك ) ..

احتملت حياة الوحدة وهي صغيرة في الهيكل .. واحتملت حياة الفقر مع يوسف النجار ..

وعندما حانت ساعة ولادة ( يسوع ) لم يكن لها موضع ، فاضجعت في مذود واحتملت المسؤلية

وهي صغيرة السن ، واحتملت مشقة السفر الى مصر ذهابا و ايابا .. نجد انها عندما بشرها الملاك

جبرائيل انها ستكون الأم العتيدة للمسيح المنتظر .. قامت و تحملت مشاق السفر بمفردها و ذهبت

لنسيبتها اليصابات التي حينما راءتها ارتكض الجنين في بطنها و امتلأت من الروح القدس و صرخت

وقالت: ( مباركة انت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك ) .. و كان رد مريم عليها : انها تعظم

الرب لأنه نظر الى اتضاع امته ..

فهي كانت انسانة متواضعة وديعة و كان الصمت افضل ما يميزها لأن احداث الميلاد الأعجازي

من زيارة الرعاة و المجوس كانت تفوق سنها الصغير ، فلم تتحدث مفتخرة بهذه الأشياء ، وكذلك

ظهور الملائكة وانشادهم انشودة المجد والسلام لم يجعلها تتكبر بل كانت تحفظ كل هذا بقلبها .

نجد ايضا انها كانت تخدم الاخرين و كان هذا واضحا في خدمتها لأليصابات وامومتها الروحية للأباء

والرسل ..

احتملت ان يجوز في نفسها سيف بسبب ما لاقاه الرب يسوع من اضطهادات واهانات والام

الصلب ، وعاشت تخدم الرب ، لم تفتخر اطلاقا وهي تعلم جيدا انه ( رب المجد ) وكان واضحا انها

كانت تحفظ ايات من المزامير و من العهد القديم في ردودها على اليصابات ..

عندما تخلف يسوع عن والديه عند زيارة اورشليم في عيد الفصح نجد كلمات العذراء التي

وجهتها للمسيح ذي الأثني عشر عاما في الهيكل كلمات بها جزع على وليدها و رباطة جاءش

وتهذيب في النفس ..

نجد ان السيف الذي جاز في نفسها ظهر عندما كانت ترى و تسمع صراخ رؤساء الكهنة

و الفريسيون يصرخون لبلاطس ... اصلبه ... اصلبه .. وكم كان المها شديدا وهي ترى يسوع مصلوبا

و كانت تبكي عند الصليب .. فعهد يسوع الى يوحنا الحبيب ان يرعى العذراء مريم و يجعلها امه .

كما نجد ان مريم اشتركت مع تلاميذ الرب في الصلاة و كانت تواظب عليها بعد الصلب ، وكانت

حاضرة يوم الخمسين وقت حلول الروح القدس عليهم ..

هذه هي العذراء مريم التي اختارها الرب من دون نساء العالم اجمع لتكون فخر الأمهات

واعظمهن ..


كل صوم العذراء مريم وحضرتكم طيبين