لونجينوس القديس
كان من أهل كيليكية وترهب بأحد الأديرة التي كان والده لقيانوس قد ترهب فيها بعد وفاة زوجته، وكان قد استأذن والده في الذهاب إلى مصر فوصل إلى الإسكندرية وقصد دير الزجاج غربي الإسكندرية. قبله الرهبان بفرح وحينما تنيّح رئيس الدير، ونظرًا لِما رآه الرهبان في هذا القديس من الفضائل والسلوك الحسن اختاروه رئيسًا على الدير. بعد قليل أتى إليه أبوه لقيانوس، وكانا يعملان بصنع قلاع المراكب ويقتاتان من عملهما. وقد أجرى الله على أيديهما آيات كثيرة ثم تنيّح الأب لقيانوس بسلام. لما تملّك مرقيان الذي كان له اليد الطولى في عقد مجمع خلقيدونية، أرسل رسلاً إلى كل مكان يحملون نسخًا من قانون الإيمان الجديد الذي وضعه مجمع خلقيدونية ويقول فيه بالطبيعتين. فوصل بعض الرسل إلى دير الزجاج وأعطى لونجينوس نسخة منها للتوقيع عليها، فقال لهم: "أنا لا أقدر على عمل شيء بغير مشورة آبائي. تعالوا معي حتى نشاورهم". ثم أدخلهم إلى المغارة التي فيها أجساد الشيوخ ووضع النسخة على أجسادهم ثم قال: "يا آبائي لا تقولوا أنكم قد رقدتم واسترحتم، فهوذا نسخة هذه الأمانة الجديدة القائلة بالطبيعتين. فهل أوقّع عليها أم لا؟" فخرج صوت من الأجساد سمعه جميع الحاضرين قائلاً: "لا تقبل ولا تخرج عن إيمان الآباء السالفين، وادفع هذا المكتوب عنا". فلما رأى الرسل وسمعوا هذا انتابهم خوف ورعدة ولم يعودوا إلى الملك بل حلقوا شعورهم وترهّبوا وأقاموا بالدير إلى يوم نياحتهم. أما القديس لونجينوس فقد أكمل سعيه الصالح وتنيّح بشيخوخة صالحة في اليوم الثاني من شهر أمشير.