كان هذا الصبى من قرية تدعى طناى وكان مقيما ببلدة شنشيف تبع مدينة اخميم,وكان راعيا للغنم,لما وصل اريانوس الوالى الى اخميم, ارسل جنوده الى كل مجاوراتها ليحضروا اليه المسيحيين لتنفيذ مراسيم دقلديانوس . توجه خمسة منهم الى شنشيف فالتقوا بالفتى شورى وهو يرعىغنمه , فسالوه :"من انت؟".اجابهم:"انا مسيحى".فاسرعوا خلفه ليقبضوا عليه لكنه تمكن من الهروب ,فاغتصبوا خروفين من الغنم وحملوها على خيولهم , اما هو فرجع اليهم بعصاه واسترد الخروفين .
ولما عادوا الى اخميم اخبروا الوالى بهذه القصة ,فارسل الوالى واحضر حاكمشنشيف وهدده بالوت ان لم يحضر هذا الصبى الراعى . خرج الحاكم وجميع رؤساء البلدة وعرفهم بما جرى, فخافوا لئلا يخرب اريانوس بلدهم,فامسكوا شورى واوثقوه واتوا به الى اخميم , فطرحة الوالى فى السجن حتى الصباح . وفى السجن وجد جماعة من المسيحيين مقبوضا عليهم فشجعوه.
فى الغد قام الصبى ليمثل امام الوالى ,فساله:"ما اسمك؟". اجابه:"انا راعى مسيحى من اهل طناى وساكن بشنشيف واسمى شورى".وبعد حوار لم يطل طلب اليه ان يرفع بخورا للالهه ,اما هو فكان رده:"سوف لا اسمع لك, ومهما اردت اصنع بى عاجلا".
ازاء هذه الجسارة فامر الوالى بتعذيبه,فرفعوه على الهنبازين وعصروه,واوقدوا نارا تحت قدميه وسلطوا مشاعل نحو جنبيه,ووجهوا نارا الى راسه. وكان الوالى يظن انه قد مات , فلما علم انه حى فامر ان يصب خل وملح على جراحاته, اما هو فكان يحتمل بشكر وشجاعة. ثم اعادوه الى السجن, ووقف يصلى, فظهر له ملاك الرب وعزاه وشجعه وانباه انه سيتوجه فى اليوم التالى باكليل المجد.
فى اليوم التالى احضر الوالى ساحرا وطلب اليه ان يفسد سحر شورى الصبى. فاجاب بجسارة:"انا احل سحره وافضحه".ثم اعد الساحر كاس السم, وناولها للصبى ليشربها, فسقط الكاس من يده وانسكب ما فيه على الارض, فخرجت من الكاس افاعى وسعت نحو الصبى , اما هو فوطاها بقدميه . تعجب الساحر مما راه وقال للوالى:"ليس لى مع هذا الانسان شان لانه قى بالهه".
لما راى الوالى ثبات شورى الصبى, امر ان يذبح حشاه ويعلق على سور ثريته لتنهش لحمه طيور السماء. فنفذ فيه الجند هذا الحكم. فنال اكليل المجد فى العاشر من شهر كيهك.
(صلواته تكون معنا دائما).