نشأته:
راهب ومترجم (حوالي 345-410م)، وُلد بالقرب من مدينة أكويلا الواقعة على شاطئ البحر الأدرياتيكي بإيطاليا. ومن العجيب أن أبويه أهملا تعليمه وهو طفل، ولكن غيرته دفعته إلى أن يعلم نفسه بنفسه. درس في روما حيث التقى بالقديس جيروم. رهبنته كان النُساك المصريون إذ ذاك النموذج الأمثل لجميع المسيحيين، فاستثاروا بقدوتهم حماسة الشباب. وكان روفينوس واحدًا من مئات الشباب الذي استهوتهم الحياة النسكية فاندمجوا فيها بحرارة. عاش في جماعة نسكية في وطنه (368-373م)، ثم قصد الأراضي المقدسة حيث عاش بضع سنوات مع رهبانها. أراد أن يضم بركة آباء الصحاري المصرية إلى بركة الأراضي المقدسة. زيارته لمصر جاء روفينوس إلى مصر حوالي سنة 373م بمعيّة السيدة ميلانيا الشريفة الرومانية التي كرّست حياتها بعد ترمّلها لخدمة القديسين والعاملين في كنيسة الله. وحالما وصل روفينوس إلى الإسكندرية قصد لفوره إلى الصحراء حيث قابل عددًا كبيرًا من آبائها. واتفق أن كان مجيئه إلى مصر أيام الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور فالنس على المصريين، فاصطلى بناره. ولكنه رغم ما ذاق من عذاب استطاع أن يقابل النساك المقيمين في الصحارى ويَسعد بالحياة معهم. عاش في مصر منذ عام 373-380م حيث صار تلميذًا للقديس ديديموس الضرير، الذي تأثر بتعاليم العلامة أوريجينوس. في أورشليم ثم في أكويلا اصطحب القديسة ميلانيا الكبرى، وبحث عن دير للرجال وآخر للنساء في أورشليم على جبل الزيتون عام 381م. في عام 386م استقر القديس جيروم في بيت لحم، وكان يساند القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس في هجومه على أوريجينوس، فأخذ موقفًا مضادًا لروفينوس ويوحنا أسقف أورشليم. وقام البابا ثاوفيلس السكندري بالمصالحة بينهم. في عام 397م عاد روفينوس إلى إيطاليا، وبعد عامين ذهب إلى أكويلا.