إسحق المعترف الأب
حياة هذا المتوحد تكشف عن قلب المسيحي الملتهب حبًا وغيرة، العامل بقوة في الكنيسة، أيا كان مركزه أو دوره. أحب هذا الأب حياة الوحدة وأراد أن يقضي كل حياته متعبدًا لله بلا انقطاع بعيدًا عن ارتباكات العالم ومشغولياته. لكنه إذ سمع عن الإمبراطور فالنس الأريوسي إنه يضطهد الكنيسة لم يستطع أن يقف مكتوف اليدين، وإنما بعد أن قدم صلوات مستمرة وعميقة انطلق إلى القسطنطينية، وصار يحذر الإمبراطور بوضوح وصراحة أكثر من مرة، معلنًا له أنه إن لم يكف عن اضطهاد مستقيمي الرأي (الأرثوذكس) ويرد لهم الكنائس التي اغتصبها منهم وسلمها للأريوسيين ستحل به مآسي صعبة، لكن الإمبراطور استخف به. التقى به مرة وهو خارج من المدينة، فأمسك بلجام حصانه وصار يوبخه، فأمر الإمبراطور بإلقائه في أقرب مستنقع، لكن الرب خلصه بطريقة معجزية. وإذ كرر نبوته أمامه ألقاه في السجن، فتحققت نبوته، وقُتل فالنس في معركة Adrinople ولما ملك ثيؤدوسيوس أفرج عنه وكرّمه. أراد أن يمارس وحدته من جديد لكن تلاميذه أصروا ألا يفارقهم فبنى لهم ديرًا يدعى "الدالماتي" نسبة إلى أحد تلاميذه دالماتيوس، وهو أقدم دير بالقسطنطينية. اشترك في المجمع المسكوني الثاني بالقسطنطينية. وقد تنيح في شيخوخة صالحة يوم 30 مايو.